لا تدع جودي تخرج دون معطف

أعزائي القرّاء، تركت أمّ جودي رسالة توصيكم فيها ألّا تسمحوا لجودي أن تخرج من البيت دون معطف. المشكلة أنّ جودي ليست من النّوع الذي يستسلم بسرعة، وصدّقوني ستطلب منكم في كل صفحة من هذا الكتاب أن تدعوها تخرج دون معطف. في كلّ مرة ستحاول جودي أن تقنعكم برأيها؛ فهل ستستطيعون أن تقولوا لها بصوت عالٍ “لاااااااا…”؟ إنها حقًّا مهمّة صعبة!

قد تعتقدون أن هذا الكتاب سيقنع أطفالكم بارتداء الملابس السميكة في الجو البارد وحسب، لكن هناك أيضا مستويات عديدة من التميز يحققها هذا الكتاب نود أن نشاركها معكم.

يشجع هذا الكتاب أطفالكم أن يقولوا “لا” بملء الفم، وهي كلمة لا نصفق لها عادة وهذا ما سيزيد من تفاعلهم مع الكتاب وسيعطيهم الفرصة كي يتذوقوا طعم ممارسة السلطة بأنفسهم ولو مرة واحدة بعد أن اعتادوا أن نمارس نحن الكبار سلطتنا عليهم. سيستمتع الأطفال أيضا بجرعة الفكاهة البريئة التي تحملها الصفحات وسيصبح هذا الكتاب عدّتكم في أوقات المزاج السيء.

تداعب الرسومات الطفولية المبسطة قلوب الأعمار الصغيرة بثقة، وتفسح الفرصة لمشاعر جودي المتنوعة أن تظهر أثناء تقليب الصفحات. سيشارك أطفالكم جودي المشاعر دون قصد منهم خاصة في محاولاتها للاحتيال على القواعد المنزلية، وسينجذبون بشكل لا شعوري إليها خصوصا أن كل الأطفال لا بد أن اختبروا نفس الإحباط الذي تشعر به جودي ويتفهمونه.

أما عن كلمات هذا الكتاب البسيطة، المكتوبة بخط اليد الطفولي بمقاس كبير، فسرعان ما ستجدون أطفالكم قد حفظوها عن ظهر قلب. ستقرأون هذا الكتاب معهم قبل النوم، ولن يمض وقت طويل قبل أن تجدوا أنه قد أصبح الكتاب المفضل لديهم.